د. عالية شعيب : كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره
2011-09-10, 10:49 pm
د. عالية شعيب |
كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره، وقد تشعب
النقاش وانقسم وأصبح موضوعا مدهشا بالفعل. لاشك أن البداية تكون مع نشر
الخبر المثير ليس بالضروري المهم، الذي يفيد القراء ويعطيه الحقيقة وانما
المثير بمعنى الخبر الذي يبيع. عندما فسد الاعلام، أيضا فسدت الوسائل
والأهداف، أصبحت ربحية نفعية بعيدة عن الأهداف السامية المعهودة بالاعلام
النزيه، وسنأتي لهذا لاحقا. انقسم النقاش في موضوعنا الى معسكرين، واحد
يقول بضرورة تتبع الخبر وتداعياته وتطوراته، ومعسكر ثان يقول: إن هذا ليس
واجب الاعلام أو جوهر دوره وانما دور القارئ، فإن همه الخبر يبحث عنه أو
يكتب ويناقش فيه في المنتديات الثقافية وهكذا، لكن ليس من مهام الاعلام
السعي وراء الخبر. أعتقد أن رأي المعسكر الأول ينطبق على الأخبار الكبرى
التي تفرض وجودها على الصفحات والشاشات، كأخبار محاكمة الرئيس السابق مبارك
مثلا، أو تتبع حرب بين دولتين عظميين. لكن لو نظرنا لأخبار الثورات
العربية سنجد أن تصدر بعضها للأخبار الرئيسية والمباشرة طغى على الآخر،
فأخبار الثورة الليبية كانت مهيمنة ولم نعد نقرأ شيئا عن الأخبار في اليمن
حتى حادثة تفجير الرئيس ثم تصريحه المباشر، لأنه أراد وضع نفسه كخبر رئيسي
ورؤية الجميع لوجهه المحروق. ثم مع الثورة السورية ومجازرها اختفت أخبار كل
ثورة أخرى. لكن سيقول آخر، أنك تقرأ ماتريد، أي ان كل الثورات موجودة في
الأخبار لكنك بحسب اهتماماتك تقرأ ماتبحث عنه. أما من يقول أن ليس من واجب
أو مهام الاعلام تتبع الخبر، فيفند رأيه بقوله ان هناك خبراً جديداً كل
يوم، والاعلام يتبع الأخبار الطازجة المثيرة وليس من شأنه تتبع ماذا حدث مع
كذا وكذا الا ان ظهر بقوة من خلال جديده وفرض نفسه على الاعلام مجددا. كما
أن لبعض الشخصيات مكاتبها الاعلامية الخاصة التي توزع أخبارها لوسائل
الاعلام لتظل على اتصال بجماهيرها، غير الآخرين الذين يدفعون ماديا ليظلون
في الصدارة. والبعض يظل في الواجهة بسبب فضائحه وبذلك ظهر مايسمى بالصحف
الصفراء في بريطانيا وهي تلاحق فضائح المشاهير وتبيع بجنون، ويقال بسببها
حدث تصادم سيارة الأميرة ديانا التي كان يلاحقها مصور لتلك الصحف الخبيثة.
المثير يبيع، طبعا، الأخبار النظيفة الخيرة المثالية لايريدها القارئ،
ولاتشغل الاعلام لأنها ببساطة لاتبيع ولايريدها أحد، أما ان سرق فلان، أو
خيانة فلان لزوجته الجميلة، كتايغر وود، وأخيرا العمدة شارزنيجر، فخبر صفحة
أولى بالتأكيد، بقدر مايجرح ويخسر ويذل الناس بقدر مايبيع ويروج الاعلام.
أما النجاحات والانتصارات والتفوق والاختراعات، فنجدها في خبر صغير في ذيل
الصفحة، لاأحد يريد أن يفرح لأحد، لكن الكل يريد أن يصاب بالدهشة والاثارة
واليقظة... لخسارة أو خيانة أو بهذلة أو تشويه أو فرقعة ما. ثم نعود لنقطة
الاعلام النظيف، فنقول ان غرق الاعلام الحالي في الفساد جعله يبحث في
الدهاليز والخزائن والأدراج المقفلة لنشر مافيها للحصول على سبق لصحافي لم
يحصل حتى على المتوسطة. ويضع ضميره في الفريزر ولايهمه مصداقية الخبر. كذلك
نجد ان واحداً أصبح مذيعاً بالواسطة والمحسوبية، ونجده يحاور العلماء
والاساتذة محاولا احراجهم ودفعهم للحافة لمجرد تلميع اسمه ليتحول بين لقاء
وآخر لاعلامي براتب ضخم. لا نعرف أين الحقيقة حتى الاعلام الغربي الرصين
أصبح مبرمجاً ويتبع أجندات خاصة به. يعتمد القارئ والمشاهد الذكي اليوم على
حدسه وتأويلاته الخاصة التي يستنبطها من الاطلاع الموسع والمشاركة في
منتديات ثقافية راقية مع أقرانه في النت. هكذا يصنع اعلامه الخاص النزيه.
كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره، وقد تشعب
النقاش وانقسم وأصبح موضوعا مدهشا بالفعل. لاشك أن البداية تكون مع نشر
الخبر المثير ليس بالضروري المهم، الذي يفيد القراء ويعطيه الحقيقة وانما
المثير بمعنى الخبر الذي يبيع. عندما فسد الاعلام، أيضا فسدت الوسائل
والأهداف، أصبحت ربحية نفعية بعيدة عن الأهداف السامية المعهودة بالاعلام
النزيه، وسنأتي لهذا لاحقا. انقسم النقاش في موضوعنا الى معسكرين، واحد
يقول بضرورة تتبع الخبر وتداعياته وتطوراته، ومعسكر ثان يقول: إن هذا ليس
واجب الاعلام أو جوهر دوره وانما دور القارئ، فإن همه الخبر يبحث عنه أو
يكتب ويناقش فيه في المنتديات الثقافية وهكذا، لكن ليس من مهام الاعلام
السعي وراء الخبر. أعتقد أن رأي المعسكر الأول ينطبق على الأخبار الكبرى
التي تفرض وجودها على الصفحات والشاشات، كأخبار محاكمة الرئيس السابق مبارك
مثلا، أو تتبع حرب بين دولتين عظميين. لكن لو نظرنا لأخبار الثورات
العربية سنجد أن تصدر بعضها للأخبار الرئيسية والمباشرة طغى على الآخر،
فأخبار الثورة الليبية كانت مهيمنة ولم نعد نقرأ شيئا عن الأخبار في اليمن
حتى حادثة تفجير الرئيس ثم تصريحه المباشر، لأنه أراد وضع نفسه كخبر رئيسي
ورؤية الجميع لوجهه المحروق. ثم مع الثورة السورية ومجازرها اختفت أخبار كل
ثورة أخرى. لكن سيقول آخر، أنك تقرأ ماتريد، أي ان كل الثورات موجودة في
الأخبار لكنك بحسب اهتماماتك تقرأ ماتبحث عنه. أما من يقول أن ليس من واجب
أو مهام الاعلام تتبع الخبر، فيفند رأيه بقوله ان هناك خبراً جديداً كل
يوم، والاعلام يتبع الأخبار الطازجة المثيرة وليس من شأنه تتبع ماذا حدث مع
كذا وكذا الا ان ظهر بقوة من خلال جديده وفرض نفسه على الاعلام مجددا. كما
أن لبعض الشخصيات مكاتبها الاعلامية الخاصة التي توزع أخبارها لوسائل
الاعلام لتظل على اتصال بجماهيرها، غير الآخرين الذين يدفعون ماديا ليظلون
في الصدارة. والبعض يظل في الواجهة بسبب فضائحه وبذلك ظهر مايسمى بالصحف
الصفراء في بريطانيا وهي تلاحق فضائح المشاهير وتبيع بجنون، ويقال بسببها
حدث تصادم سيارة الأميرة ديانا التي كان يلاحقها مصور لتلك الصحف الخبيثة.
المثير يبيع، طبعا، الأخبار النظيفة الخيرة المثالية لايريدها القارئ،
ولاتشغل الاعلام لأنها ببساطة لاتبيع ولايريدها أحد، أما ان سرق فلان، أو
خيانة فلان لزوجته الجميلة، كتايغر وود، وأخيرا العمدة شارزنيجر، فخبر صفحة
أولى بالتأكيد، بقدر مايجرح ويخسر ويذل الناس بقدر مايبيع ويروج الاعلام.
أما النجاحات والانتصارات والتفوق والاختراعات، فنجدها في خبر صغير في ذيل
الصفحة، لاأحد يريد أن يفرح لأحد، لكن الكل يريد أن يصاب بالدهشة والاثارة
واليقظة... لخسارة أو خيانة أو بهذلة أو تشويه أو فرقعة ما. ثم نعود لنقطة
الاعلام النظيف، فنقول ان غرق الاعلام الحالي في الفساد جعله يبحث في
الدهاليز والخزائن والأدراج المقفلة لنشر مافيها للحصول على سبق لصحافي لم
يحصل حتى على المتوسطة. ويضع ضميره في الفريزر ولايهمه مصداقية الخبر. كذلك
نجد ان واحداً أصبح مذيعاً بالواسطة والمحسوبية، ونجده يحاور العلماء
والاساتذة محاولا احراجهم ودفعهم للحافة لمجرد تلميع اسمه ليتحول بين لقاء
وآخر لاعلامي براتب ضخم. لا نعرف أين الحقيقة حتى الاعلام الغربي الرصين
أصبح مبرمجاً ويتبع أجندات خاصة به. يعتمد القارئ والمشاهد الذكي اليوم على
حدسه وتأويلاته الخاصة التي يستنبطها من الاطلاع الموسع والمشاركة في
منتديات ثقافية راقية مع أقرانه في النت. هكذا يصنع اعلامه الخاص النزيه.
شكراااا ع الخبر
لكـ خالص احترامي
لكـ خالص احترامي
تسلم ياباشا شكرا لمرورك
- ErroRفارس نشيط
عدد المساهمات : 460
العمر : 34
رد: د. عالية شعيب : كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره
2011-09-22, 10:19 pm
مجهووود أكتر من رائع
بارك الله فيك
بارك الله فيك
رد: د. عالية شعيب : كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره
2011-09-22, 10:26 pm
العفو لك تسلم لوجودك يااخى
- ????زائر
رد: د. عالية شعيب : كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره
2011-10-08, 11:46 am
شكراً جزيلاً لك على الخبر
دمت بود
دمت بود
رد: د. عالية شعيب : كنت في نقاش مثير منذ أيام عن دور الاعلام في تتبع الخبر ونشره
2011-10-30, 11:36 am
العفو لك تسلم لوجودك يااخى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى