فرسان الاشهار
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
ادارة المنتدي pub3

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فرسان الاشهار
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
ادارة المنتدي pub3
فرسان الاشهار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
يحي الأمين
يحي الأمين
فارس نشيط
فارس نشيط
 دروس من الهجرة Soudia10
ذكر
عدد المساهمات : 626
العمر : 30
http://shalhuob10vb.ahlamontada.com/

 دروس من الهجرة Empty دروس من الهجرة

2012-03-27, 9:00 pm

محمد عبده يماني *





ما أروع دروس الهجرة النبوية الشريفة

ما
أروع ان نقف لحظات ننظر في دروس الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة
الى المدينة المنورة وننظر بعمق في فصول الهجرة ودروسها، ونتعلم منها جوانب
مضيئة من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هذا النبي الكريم، والرسول
العظيم الذي لم يخرج من مكة مهاجرا الى المدينة المنورة إلا بعد أن أذن له
الله عز وجل بذلك، وبعد أن صبر وتحمل واحتسب وعانى ماعاناه من البلايا
والرزايا والأذى من أهله وذويه، ثم ممن حوله من الذين كرهوا ان تظهر كلمة
الله عز وجل، وان تكون كلمته سبحانه وتعالى هي العليا، وكلمة الذين كفروا
هي السفلى.
والعقلاء من الناس هم الذين يحرصون على اغتنام فرص المناسبات
الاسلامية ليقفوا عندها ويتدبروا في اسرارها ومعانيها، ثم ليستفيدوا من كل
تلك الجوانب العطرة في السيرة النبوية الشريفة في هذا المجال، وذلك لأن
هذه الدروس تساعد على تتبع جوانب السيرة النبوية العطرة، وأخذ الدروس منها
والتعرف عليها وتعلمها ومتابعة احداثها وبالتالي تعليم أولادنا وتلاميذنا
ومن حولنا جوانب من تلك الاسرار في مثل هذه المناسبات العظيمة.

ومن
ينظر في قضية الهجرة النبوية الشريفة يلاحظ ان الرسول صلى الله عليه وسلم
كان متعلقا بمكة المكرمة، هذه المدينة الطيبة الطاهرة، وقد احبها وولد
فيها، وعاش ونشأ وترعرع فيها، وتنزل عليه الوحي من الله عز وجل في غار حراء
بهذه المدينة الطيبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم وهو يخرج منها مهاجرا
قولته المشهورة: «اللهم وقد اخرجتني من احب البقاع الي فاسكني في أحب
البقاع اليك» وهذا ابن عمر رضي الله عنه يقول حدثني الضحاك بن عثمان،
أخبرني عبد الله بن عبيد عن عمير قال سمعت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن
أبيه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته وهو واقف على
راحلته وهو يقول: «والله انك لخير الأرض، وأحب الأرض الى الله، ولولا اني
أخرجت منك ما خرجت». قال فقلت ياليتنا نفعل فأرجع اليها فانها منبتك
ومولدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني سألت ربي عز وجل فقلت:
اللهم انك اخرجتني من احب أرضك الي، فانزلني أحب الأرض اليك، فأنزلني
المدينة». فكانت الهجرة الى المدينة بأمر الله وباختيار الله، وهو سبحانه
الذي أكرمه وحماه وحفظه من المكاره التي احاطت به، والمؤامرات التي حاكها
أعداء الله له وأخذوا يتربصون به.

ولا شك ان الحبيب صلى الله عليه
وسلم قد أكرمه الله بالهجرة من حرم الى حرم، وكلا المدينتين ذات فضل وبركة
وهما احب المدن الى الله تعالى، ثم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ففي
الأولى كانت نشأته، والثانية كانت اليها الهجرة وفيها مضجعه الأخير.

وقد
اختار الله تعالى الأولى لمكان بيته، واختار الثانية لمسجد رسوله صلى الله
عليه وآله وسلم، فحددهما وعينهما، أمر الناس بالحج إلى الأولى، وبالهجرة
إلى الثانية، فكانت في حياته صلى الله عليه وآله وسلم قبل الفتح واجبة،
وصارت بعده مندوبة، دعا للأولى إبراهيم عليه السلام، وللثانية أكرم ولده
صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل القلوب تهوي إليهما.

مدينتان اضطربت
الجبال فيهما تحت قدمي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وصديقه الصديق وحن
في الثانية الجذع شوقاً إليه، وسلم الحجر والشجر والجبل في الأولى عليه،
صلى الله عليه وآله وسلم، وأشبع العدد الكثير فيهما القليل من طعامهما.

مدينتان
ضوعف أجر الصلاة فيهما، وشد الرحل إليهما، وفي ماء الأولى وتراب الثانية
وتمرها الشفاء، وبعض أجزائها من الجنة، ويئس الشيطان أن يعبد فيهما، وجعل
رزقهما من ثمرات الأرض، وحرم دخول الكفار إليهما، ومنع الدجال منهما.

مدينتان
تشرفتا وأهلهما برسوله صلى الله عليه وآله وسلم، خرج من الأولى إلى
الثانية مهاجراً، ثم عاد إليها فاتحاً، وقد حث على الموت فيهما، وقد علمنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من مات فيهما بعث من الآمنين، وأهلهما
أول من يحشر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأول من يشفع لهم صلى الله
عليه وآله وسلم.

مدينتان جعلهما الله تعالى حرماً آمناً، فحرم الصيد
وتنفيره فيهما، وحرم قطع الشجر والكلأ فيهما، وحرم التقاط لقطتهما، وحرم
حمل السلاح للقتال، وسفك الدماء فيهما، لا يختلي خلاهما، ولا ينفر صيدهما،
ولا تلتقط لقطتهما.

للملحد فيهما أشد العقوبة، ولمن آذى أهلهما
النكال، فأهل الأولى هم أهل الله تعالى، وأهل الثانية جيران رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم، وحق على الأمة: إكرام جيرانه صلى الله عليه وآله
وسلم.

هما آخر البلاد، حرم على غير المسلمين غزوهما، ومنعهما من
الجبابرة، فتناثر أصحاب الفيل بالطير الأبابيل، وغرقت الحملات الصليبية في
البحر الأحمر قبل وصولهما، وسيخسف بالجيش الغازي في آخر الزمان.

وجعل
المدينة مدخل صدق، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يخرج من
مكة مهاجرا: وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك
سلطانا نصيرا.

ولا شك ان الهجرة النبوية الشريفة لم تكن تحركا
عشوائيا، ولم تكن هروبا، ولكنها كانت بأمر الله وتوفيقه نقلة استراتيجية
عظيمة اراد المولى عز وجل بها حماية الدعوة بعد ان اشتد الضغط، وكثر الأذى،
وازدادت المؤامرات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى اتباعه في مكة
المكرمة، وأمعنت قريش في الظلم والتعدي والتعرض له صلى الله عليه وسلم،
ولصحابته الكرام، فجاء الاذن بالهجرة.

ولا شك ان الرسول صلى الله
عليه وسلم قد فرح باختيار الله عز وجل لهذه المدينة المنورة وان تكون هي
مقر الهجرة، وتحول اسمها من يثرب الى المدينة المنورة، ومن عوامل فرحه صلى
الله عليه وسلم انه قد أحب اهل هذه المدينة عندما لقي بعضهم قبل الهجرة،
وكذلك في المدينة أخواله من جده من بني النجار، وهذا مازاد ارتياحه وجعله
يأنس للذهاب الى هذه المدينة الطيبة الطاهرة، ويلقى اولئك الرجال والنساء
الذين استقبلوه فرحين بقدومه وعوضوه عن قسوة الأهل في مكة (وظلم ذوي القربي
أشد غضاضة). وكف الله عنه بهذه الهجرة تسلط قريش وغطرستهم وكبرياءهم
وأذاهم.

ومن القضايا المهمة التي لابد ان نتدبرها في قضية الهجرة ان
الرجال الذين هاجروا معه والنساء الذين تبعوهم على الرغم من انهم كانوا
قلة وضعفاء الا انهم كانوا اقوياء بايمانهم وصبرهم واحتسابهم، وقد اعانهم
الله وأكرمهم وكرمهم ورفع من شأنهم.

ولا شك أن العامل الآخر هو أن
المدينة المنورة كانت قد بدأت تستقبل الإسلام ودخل في دين الإسلام عدد من
أهل المدينة وكان هذا الأمر مهما وشجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على
التوجه إلى المدينة المنورة. أضف إلى ذلك أنه في ذلك الوقت كان لها دور
أساسي باعتبارها مركزا حضاريا من الناحية التجارية ومن الناحية الزراعية،
وكانت مدينة تعج بالحركة والنشاط بالإضافة لكونها ملتقى القوافل التي كانت
تمر من الشام إلى اليمن ومن اليمن إلى الشام وهذا أيضا جعلها مؤهلة أن تلعب
دوراً أساسيا بالنسبة لانتشار الدعوة الإسلامية.

ومن العوامل
الأخرى المهمة ما اتسم به أهل المدينة من مروءة ومن رجولة حتى ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال قولته المشهورة: «لولا الهجرة لكنت امرأً من
الأنصار».

ولا شك ان من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المدينة ان دعا لها وحرم ما بين لابتيها. عندما قال صلى الله عليه وسلم:

ا
ـ «اللهم إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها وإني حرمت المدينة كما حرم
ابراهيم مكة» (متفق عليه من حديث عبد الله بن زيد رفي الله عنه).

2 ـ «المدينة حرم ما بين عير الى ثور» (متفق عليه من حديث علي رضي الله عنه).

3 ـ «ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة وما بين لابتيها» رواه مسلم من حديث حاصر في الله عنه).

4 ـ «اللهم اني احرم ما بين جبليها مثل ما حرم ابراهيم مكة» (متفق عليه. من حديث أنس رضي الله عنه).

5
ـ «اللهم ان ابراهيم حرم مكة فجعلها حرما واني حرمت المدينة حراما ما بين
مأزميها» (رواه مسلم. من حديث ابي سعيد رضي الله عنه). الى غير ذلك من
النصوص.

ودعا صلى الله عليه وسلم للمدينة بمثلي او بضعفي ما دعا
ابراهيم عليه السلام لمكة، وأن يكون فيها من البركة ضعف ما بمكة أيضا من
البركة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس اذا رأوا أول الثمر
جاءوا به الى النبي صلى الله عليه وسلم فاذا اخذه رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: «اللهم بارك لنا في ثمرنا» (الحديث) وفي آخره: «اللهم ان إبراهيم
عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك وانه دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة
بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه» (اللفظ لمسلم). ومن حبه صلى الله عليه وسلم
للمدينة المنورة أنه اضافها الى نفسه فسميت مدينة الرسول صلى الله عليه
وسلم والمدينة النبوية ومدينة المصطفى بعد كان اسمها في الجاهلية يثرب.
وهكذا دخلت التاريخ من أوسع ابوابه.

ومن ينظر في قصة الهجرة
وترتيباتها يحس بابعاد ذلك التخطيط الدقيق الذي سبقه التوكل والعزيمة
والامتثال لأمر الله عز وجل ثم تلاه الأخذ بالأسباب، فهذا أبو بكر الصديق
رضى الله عنه يتشوق للهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول
صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى التريث حتى جاءت اللحظات الحاسمة التي أدرك
فيها أبو بكر الصديق أن الوقت قد حان وأن الصحبة حاصلة وأن الهجرة قد أذن
بها الله عز وجل.

وجاء اليوم المشهود، وجاء صلى الله عليه وسلم إلى
دار أبي بكر في وقت لم يكن من المألوف أن يزورهم فيه، فقد كان يلم بدارهم
كل يوم صباحا أو في العشي، ولكنه لم يكن يزورهم أبدا في الهجرة، واشتداد
الحر في مكة كما حدث في ذلك اليوم، فقال الصديق رضي الله عنه: ما جاء برسول
الله صلى الله عليه وسلم إلا أمر عظيم، وربما توقع أنه هذا الأمر وأنها
الساعة التي كان ينتظرها. وكانت القصة فقد اخبره عليه الصلاة والسلام انه
قد اذن له في الهجرة، وعليه ان يعد العدة ويستعد للخروج معه رفيقا ومؤنسا
معينا في هذه الرحلة الخالدة بخلود كتاب الله المجيد، فبكى أبو بكر من شدة
الفرح، ومنذ الساعة تزايد إحساسه بالمسؤولية عن سلامة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وعن نجاح هذه الرحلة الميمونة، فاستأجر دليلا خبيرا ماهراً
مؤتمنا، من بني عبد بن عدي، تسلم الراحلتين يعتني بهما ويعلفهما حتى تأتي
الساعة الموعودة، ثم رتب مع عامر بن فهيرة مولاه أن يرقبهما حتى إذا استقرا
في الغار ويروح عليهما بمنيحة أبي بكر أي بأغنام أبي بكر كل يوم ليشربا
لبنها ولتختفي آثار أقدامهما تحت أرجل الغنم، وكلف ابنه عبد الله أن
يأتيهما كل ليلة ـ حين تهدأ الرجل ـ محاذرا ـ ليخبرهما بما سمع من حديث
المشركين وظنونهم وتدبيرهم، وكلف اسماء بنت أبي بكر أن تعد سفرة رسول الله
صلى الله عليه وسلم بما سيحملانه في هذه الرحلة من زاد وماء.

وصل
الركب الشريف إلى غار ثور، ووجدا فيه مكانا صالحا للاختفاء فترة من الزمن
حتى يهدأ الطلب، فأسرع الرائد الأمين يتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرتاد المكان يتفحصه ويؤمنه حتى يطمئن إلى خلوه من عدو أو خطر أو دواب أو
حشرات، ودخل الغار يصلح من شأنه قدر طاقته حتى يكون صالحا لإقامة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وشق رداءه قطعا يسد بها شقوق الغار خشية أن يكون
بأحدها حية أو هامة من هوام الأرض تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما
أن حل الرسول الكريم بالغار حتى أسرعت الحمامة تصلح عشها وتبيض على بابه،
وجاءت عنكبوت فنسجت نسيجها الواهي تسد به مدخل الغار، وقد تم كل ذلك بأمر
الله وتدبيره عز وجل.

وظل الفتية من قريش الذين يتربصون برسول الله
صلى الله عليه وسلم أمام داره فغشيتهم الغاشية، فلم يحسوا به يتسلل من بين
أيديهم، وما لبثوا أن علموا بخروجه، فأصابهم ما يشبه الجنون، وانطلقوا
يبحثون عنه في كل اتجاه ويبذلون الوعود بالمكافأة السخية لمن يدلهم على
محمد أو يأتيهم بأخباره وصاحبه، وأخذوا يهددون آل أبي بكر وصغاره عسى أن
يفوزوا منهم بكلمة تدلهم على مكانه فلم يصلوا إلى شيء.

انطلقوا
يبحثون في كل شبر بمكة وشعابها وما حولها حتى وصلوا إلى الغار وتقدم دليلهم
وهو يتوقع في ما يشبه اليقين انه سيجدهما في هذا الغار المحفور في الصخر،
لكنه فوجئ بما خيب أمله فقد وجد على باب الغار حمامة ترقد على بيض وعنكبوتا
نسجت فسدت مدخل الغار، فقال للقوم انه غار لم يدخله أحد منذ شهور عدة،
ارتجف قلب أبي بكر حين رآهم فوقه خوفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فأجابه: «يا أبا بكر ما
ظنك باثنين الله ثالثهما». وخلد القرآن هذا المشهد الرائع بقول الحق تبارك
وتعالى: «الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما
في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا فانزل الله سكينته عليه
وأيده بجنود لم تروها». ومكثا في الغار يومين أو ثلاثة، وكان عبد الله بن
أبي بكر يأتيهما بالأخبار، لقد هدأ الطلب، وجاءهما الدليل بالرواحل، وجاءت
أسماء بالزاد ولما لم تجد ما تعلق به الطعام والماء في الرحل شقت نطاقها
فجعلت منه حبلا ومنذ يومها سميت ذات النطاقين. وبدأت الرحلة في طرق وعرة
بعيدة عن طرق القوافل اتقاء لمقابلة أحد من أهل مكة وتجلى أثناء الرحلة
استعداد الصديق للتضحية والفداء والحرص على سلامة الدين بسلامة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فهو يمشي أمام الرسول ليتلقى عنه ما قد يأتي من
الأمام، ثم يتذكر الطلب فيمشي خلفه، ثم يمشي عن يمينه، ثم يمشي عن يساره،
وهكذا طول الطريق يمهد له الظل ليستريح، ويأتيه بالطعام والشراب، لا يدخر
وسعا ولا يألو جهدا في خدمته وتهيئة أسباب الراحة ما أمكنه ذلك، يخفق قلبه
عند أية بادرة أو نبوة خوفا عليه صلى الله عليه وسلم وعلى مصير الإسلام
والمسلمين إن حدث له شيء.

هذه اذا ملامح من الهجرة النبوية توضح
الصمود والصبر والرغبة فيما عند الله عز وجل ولكنها في الوقت نفسه توضح لنا
أن الهجرة النبوية لم تكن قضية مفاجأة ولا أمراً عفوياً، بل كان فيها
الإعداد والتنظيم والتخطيط الذي سبقه التمهيد لهذه الهجرة سواء بعقد بيعة
العقبة الأولى أو الثانية أو الثالثة يوم كان ينتهز رسول الله صلى الله
عليه وسلم مواسم الحج فيلتقي بأهل يثرب ويدعوهم ويهيئهم، ثم ما فعله مع
الخزرج في العام التالي واخذ صلى الله عليه وسلم يتدرج في البيعة، ثم عندما
أرسل مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بالرجال
والنساء الذين دخلوا في الإسلام حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على لقائهم
في موسم الحج التالي وتمت البيعة والرسول صلى الله عليه وسلم يحادثهم:
ابايعكم على ان تمنعوني فيما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فردوا عليه: نعم،
والذي بعثك بالحق نبيا يارسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الدروع
ورثناها كابراً عن كابر.

هكذا اذاً مهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم لهذه الهجرة ثم خطط لها يوم همس في أذن أبي بكر بأن الإذن قد جاء
بالهجرة وما تبع ذلك من تخطيط في اختيار الوقت الملائم والمناسب للخروج من
مكة وفي تهيئة الأسباب الرئيسية للرحلة، ثم في خداع المشركين عندما طلب من
سيدنا علي بن أبي طالب البطل المغوار أن ينام في فراشه، فهذه التنظيمات من
كتمان تام لخبر الهجرة، واختيار ملائم للتوقيت والخروج في وقت الهجيع
الأخير من الليل وسلوكه طريقاً غير الطريق الذي تألفه قريش، كل هذه الأمور
تعلم الأمة أهمية التخطيط في حياتها وأهمية التنظيم وأهمية الشورى وأهمية
التعاون، ثم العزم والتوكل على الله والصمود في سبيل مرضاة الله عز وجل
مهما كانت الصعاب ومهما كانت الكوارث ومهما كانت التحديات.

إنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الدروس ولذلك فقد حرص عليه الصلاة والسلام
في الحديث الصحيح أن يؤكد على قضية هامة: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين من بعدي» لأنه القدوة ولأنه الأسوة ولأن هؤلاء الرجال أخذوا عنه،
وهذا رب العالمين يأمرنا بطاعته «من يطع الرسول فقد أطاع الله» ويقول عز
وجل «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول» ثم يجعله القدوة والأسوة «لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر».

هذه إذاً
لمحات من الهجرة ولا شك إن من الواجب أن نحرص كل الحرص على أن نستفيد من
هذه المناسبة ونعود إلى الله ونتوب توبة نصوحا، فهذا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في غمار المعارك يتوب إلى الله ويستغفر الله ويجأر إلى الله
بالدعاء ويعلمنا أن نعود إلى الله عز وجل، وفي الحديث الصحيح الذي يروى عنه
صلى الله عليه وسلم انه يتوب إلى الله بين اليوم والليلة اكثر من سبعين
مرة، ويعلمنا ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كل هذا لنتعلم العبودية
الخالصة لله عز وجل، وأن نعلم أن الأخذ بالأسباب شيء، ولكن الأساس في الأمر
هو العزيمة والتوكل على الله عز وجل حق التوكل ومن الواجب الأخذ بالأسباب
في كل عمل نقوم به وفي كل معركة تنوي الأمة الإسلامية القيام بها، ولا بد
في كل الأمور أن نعود بين وقت وآخر إلى مثل هذه الأحداث لنتعلم من معلم هذه
الأمة كيف تصرف وكيف فعل وكيف خطط وكيف نظم، ومع ذلك فإنه في كل الأمور
كان يلجأ إلى الله ويخاف رغم ما وعده الله سبحانه وتعالى به من نصر ويحرص
على أن يكون قريبا من الله عز وجل، ويعلمنا أبعاد التوبة وأهمية التوبة
وإخلاص العبادة لله عز وجل.

والعودة الى الله والتوكل عليه والإيمان
الكامل والصادق بأن الأمور كلها بيد الله، وأن نتعلم ونحن نتابع هذه
الدروس والأحداث أن الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ من الاتباع
والالتزام بكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل وهذا التوجيه
الرباني الواضح في أن حب الله عز وجل يبدأ ويتحقق باتباع الرسول الكريم
والنبي العظيم صلى الله عليه وسلم: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم
الله» الآية.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

* وزير الاعلام السعودي الأسبق ورئيس مجلس ادارة جمعية إقرأ
ilyes legend
ilyes legend
فارس جديد
فارس جديد
 دروس من الهجرة Jazaer10
ذكر
عدد المساهمات : 142

 دروس من الهجرة Empty رد: دروس من الهجرة

2012-04-13, 8:29 am
مشكوووووووووووووووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى