القرار الاخير

2012-04-15, 8:24 pm

القرار الاخير
كان يا مكان قي قديم الزمان في سالف العصر والأوان ، ملك عظيم عاش مع زوجته الملكة في قصر كبير مع أولاده الثمانية وابنته الوحيدة، كانت مملكته من أعظم المملكات في الأرض وكان شعبه يحبه حبا كبيرا ، لكنه أصيب بمرض عضال فقد على إثره بصره ، مما لم يتمكن على الإطلاق من الحكم فقام باستدعاء أبناءه الثمانية الذكور من أجل اختيار احدهم قادر على استلام منضبه وإدارة شؤون البلاد ، هذا الأمر أحزن ابنته الوحيدة فشعرت بالإقصاء والتهميش ولكنها رغم ذلك تقبلت قرار والدها الملك بصدر رحب
.

استلم ابن الملك الأكبر مقاليد الحكم، وبدأ مهامه كملك جديد للبلاد ، تميز حكمه بالعدل والصرامة وحسن التدبير واستعان في ذلك بمستشار أبيه لكي يعينه على تسيير شؤون شعبه لكن وبعد مرور شهور على حكمه تدهورت الحالة الصحية للملك الأب مما أصبح طريح الفراش ومات بعدها بأيام وهنا بدأت أوضاع المملكة تتغير .

أعلنت البلاد الحداد في جميع ربوعها ، واجتمع الإخوة الثمانية مع أخيهم الملك الذي شعر بالصدمة وتأثر تأثرا شديدا برحيل أبيه الملك فاقترح الأخوة الذكور على أخيهم الملك على أن يظل محتفظا بمستشار أبيهم ويستعين بنصائحه ويسترشد بكلامه نظرا لقلة خبرته ولحداثة تقلده لمنصبه، تدخلت الأخت الصغرى معبرة عن قلقها من قرار إخوتها بالاحتفاظ بالمستشار قائلة بأنها تشعر بإحساس غريب نحوه ونصحت أخاها الملك من اتخاذ الحيطة الحذر منه، استغرب الإخوة الذكور من ما قالته أختهم الصغرى واعتبروا كلامها مجرد قلق لا مبرر له، فلما القلق والحذر من مستشار خدم المملكة أكثر من عشرين سنة؟؟ .
لقد كانت الأخت الصغرى محقة في قلقها فبعد وفاة الملك الأب بأيام قليلة استدعى المستشار ابنه ووضع خطة من اجل الإيقاع بالملك الشاب. قام المستشار أخيرا بنزع قناعه وإظهار شخصيته الحقيقية فتبين أنه طيلة سنوات حكم الملك الأب كان يبحث عن خطة للاستيلاء على الملك والسيطرة على المملكة بأسرها فبدأ ينفث سمه على الملك الشاب إلى أوقعه في مصيدته وجعله أسير رغباته وشهواته ودفعه بالحيلة إلى توقيع ورقة يخبره فيها بأنه يتنازل على العرش لصالح ابنه . احتار الأخوة فيما وقع لأخيهم الملك وندموا اشد الندم لأنهم احتفظوا بالمستشار، وتذكروا تحذير أختهم الصغرى التي صدمة عندما وصلها خبر تنحي أخيها عن السلطة، فصار مصير الإخوة والمملكة بين أيدي المستشار وابنه.